الجمعة، 4 أكتوبر 2024

آلية عمل الجهاز المناعي في الإنسان

كيف يقي الجهاز المناعي الجسم من الكائنات الممرضة ؟



يعمل الجهاز المناعي وفق نظامين مناعيين :



المناعة الطبيعية (غير المتخصصة أو الفطرية) و المناعة المكتسبة (المتخصصة أو التكيفية)

هذان النظامان المناعيان على الرغم من أنهما مختلفان إلا أنهما يعملان بتعاون وتنسيق مع بعضهما

فكل واحد من هذين النظامين يعمل وفق آليات مختلفة تقوم بتنشيط رد الفعل المناعي للنظام المناعي الآخر و هذا يسمح للجسم بالتعامل بنجاح مع الكائنات الممرضة.

أولا : المناعة الطبيعية (غير المتخصصة أو الفطرية)



هي مجموعة الوسائل الدفاعية التي تحمي الجسم و تتميز باستجابة سريعة و فعالة لمقاومة و محاربة و تفتيت أي ميكروب أو أي جسم غريب يحاول دخول الجسم

و هذه الوسائل الدفاعية غير متخصصة ضد نوع معين من الميكروبات أو الأنتيجينات .

و تمر عملية المناعة الطبيعية بخطين دفاعيين متتاليين هما :

خط الدفاع الأول :

يتمثل في مجموعة من الحواجز الطبيعية بالجسم مثل الجلد و المخاط و الدموع و العرق و حمض الهيدروكلوريك بالمعدة

و الوظيفة الأساسية لهذا الخط هي منع الكائنات الممرضة من دخول الجسم ابتداء.

الجلد :



يتميز بطبقة قرنية صلبة على سطحه تشكل عائقا منيعا لا يسهل اختراقه أو النفاذ منه

هذا بالإضافة إلى أن العرق الذي تفرزه الغدد العرقية على سطح الجلد يعتبر مميتا لمعظم الميكروبات بسبب ملوحته.

الصملاخ (شمع الأذن) :



مادة تفرزها الأذن وتعمل على قتل الميكروبات وبذلك تحمي الأذن .

الدموع :



تحمي العين من الميكروبات لأنها تحتوي على مواد محللة للميكروبات .        

المخاط بالممرات التنفسية :



هو سائل لزج يبطن جدر الممرات التنفسية و تلتصق به الميكروبات و الأجسام الغريبة الداخلة مع الهواء

ثم تقوم الأهداب الموجودة في بطانة هذه الممرات التنفسية بطرد هذا المخاط و ما يحمله من ميكروبات و أجسام غريبة إلى خارج الجسم.

اللعاب :



يحتوي بعض المواد القاتلة للميكروبات بالإضافة إلى بعض الإنزيمات المذيبة لها .

إفرازات المعدة الحامضية



حيث تقوم خلايا بطانة المعدة بإنتاج وإفراز حمض الهيدروكلوريك القوي الذي يسبب موت الميكروبات الداخلة مع الطعام .

خط الدفاع الثاني :

يعمل هذا النظام إذا ما نجحت الكائنات الممرضة في تخطي وسائل دفاع الخط الأول و قامت بغزو أنسجة الجسم من خلال جرح قطعي بالجلد على سبيل المثال .

و يختلف هذا النظام عن سابقه بأنه نظام دفاعي داخلي

و فيه يستخدم الجسم طرقا وعمليات غير متخصصة متلاحقة تحيط بالميكروبات لتمنع انتشارها

و تبدأ هذه العمليات بحدوث إلتهاب شديد

الإستجابة بالإلتهاب :






عبارة عن تفاعل دفاعي غير تخصصي (غير نوعي) حول مكان الإصابة نتيجة لتلف الأنسجة الذي تسببه الإصابة أو العدوى .

و يؤدي الإلتهاب إلى حدوث بعض التغيرات في موقع الإصابة                                                 

حيث تتمدد الأوعية الدموية إلى أقصى مدى بسبب إفراز كميات من المواد المولدة للإلتهاب و من أهمها مادة الهيستامين التي تفرزها أنواع من الخلايا المتخصصة مثل الخلايا الصارية و خلايا الدم البيضاء القاعدية

و هذه المواد تزيد أيضا من نفاذية الأوعية الدموية الصغيرة و الشعيرات الدموية للسوائل من الدورة الدموية

و ذلك يؤدي إلى تورم الأنسجة في مكان الإلتهاب كما يسمح بنفاذ المواد الكيميائية المذيبة و القاتلة للبكتيريا بالتوجه إلى موقع الإصابة

و زيادة نفاذية جدران الأوعية الدموية يتيح لخلايا الدم البيضاء المتعادلة و وحيدة النواة و كذلك الخلايا البلعمية الكبيرة محاربة و قتل الأجسام الغريبة والميكروبات .

ثانيا : المناعة المكتسبة (المتخصصة أو التكيفية) :



إذا ما أخفق خط الدفاع الثاني في التخلص من الجسم الغريب فإن الجسم هنا يلجأ إلى خط دفاع ثالث ممثلا في الخلايا الليمفاوية

و التي تستجيب لذلك بسلسلة من الوسائل الدفاعية التخصصية (النوعية) التي تقاوم ذلك الكائن المسبب للمرض .

و تسمى هذه الوسائل الدفاعية مجتمعة بالاستجابة المناعية

و تتم المناعة المكتسبة أو التخصصية (النوعية) من خلال آليتين منفصلتين شكليا لكنهما متداخلتان مع بعضهما البعض و هما :

المناعة الخلطية أو المناعة بالأجسام المضادة :

تختص بالدفاع عن الجسم ضد الأنتيجينات و الكائنات الممرضة (كالبكتيريا والفيروسات و كذلك السموم)

الموجودة في سوائل الجسم (بلازما الدم و الليمف) بواسطة الأجسام المضادة

و تتلخص في الخطوات التالية :



عند دخول كائن ممرض حاملا على سطحه أنتيجينا أو مستضدا معينا إلى الجسم تتعرف الخلايا الليمفاوية البائية على هذا الأنتيجين الغريب عن الجسم (فكل خلية لمفاوية بائية عالية التخصص أي تستجيب لأنتيجين معين واحد فقط).

و عندما تتعرف الخلية اللمفاوية البائية على الأنتيجين الخاص بها فإنها تلصق نفسها به بواسطة المستقبلات المناعية الموجودة على سطحها .

و يرتبط الأنتيجين مع بروتين في الخلايا الليمفاوية البائية يطلق عليه بروتين التوافق النسيجي

في نفس الوقت تقوم الخلايا البلعمية الكبيرة بابتلاع الأنتيجين و تفكيكه بواسطة إنزيمات الليسوسوم إلى أجزاء صغيرة

ثم ترتبط هذه الأجزاء داخل الخلايا البلعمية الكبيرة ببروتين يطلق عليه بروتين التوافق النسيجي

بعد ذلك ينتقل المركب الناتج من ارتباط الأنتيجين مع بروتين التوافق النسيجي إلى سطح الغشاء البلازمي للخلايا البلعمية الكبيرة

أي يتم عرضه على سطحها الخارجي .

تتعرف الخلايا التائية المساعدة على هذا الأنتيجين من خلال بروتين التوافق النسيجي الموجود على سطح الخلية البلعمية ثم ترتبط بهذا المركب فيتم تنشيطها

لتقوم بعد ذلك بإطلاق مواد بروتينية تدعى الإنترليوكينات تقوم بتنشيط الخلايا البائية التي تحمل على سطحها الأنتيجينات المرتبطة مع بروتين التوافق النسيجي .

(ملحوظة) : 

لا تستطيع الخلايا التائية المساعدة أن تتعرف على الأنتيجين إلا بعد معالجته بواسطة الخلايا البلعمية الكبيرة وعرضه على غشائها البلازمي مرتبطا مع جزيئات بروتين التوافق النسيجي.

تبدأ الخلايا البائية المنشطة عملها بالإنقسام والتضاعف و تتمايز في النهاية إلى خلايا ليمفاوية بائية ذاكرة و العديد من الخلايا البلازمية

التي تنتج كميات كبيرة من الأجسام المضادة التي تدور عبر الأوعية اللمفاوية و مجرى الدم لتحارب العدوى .

و تبقى خلايا الذاكرة لمدة طويلة (20 - 30 سنة) في الدم لتتعرف على نوع الأنتيجين السابق إذا دخل ثانية إلى الجسم

حيث تنقسم و تتمايز إلى خلايا بلازمية تفرز أجساما مضادة له و بالتالي تكون الاستجابة سريعة .

تصل الأجسام المضادة التي أنتجتها الخلايا البلازمية إلى الدورة الدموية عن طريق الليمف

ثم ترتبط بالأنتيجينات الموجودة على سطح الكائنات الممرضة فيثير ذلك الخلايا البلعمية الكبيرة

فتقوم بالتهام هذه الأنتيجينات من جديد و تستمر هذه العملية لعدة أيام أو أسابيع .



و الأجسام المضادة التي تكونها الخلايا البلازمية تكون غير فعالة بما فيه الكفاية في تدمير الخلايا الغريبة مثل الخلايا المصابة بالفيروس.

فالأجسام المضادة غير قادرة على المرور عبر أغشية الخلايا بسبب جزيئاتها الكبيرة نسبيا

و بالتالي فهي لا تستطيع الوصول إلى الفيروس الذي يتكاثر داخل الخلية

و في هذه الحالة تتم مقاومة هذه الخلايا الغريبة بواسطة الخلايا الليمفاوية التائية .

المناعة الخلوية أو المناعة بالخلايا الوسيطة :

هي الاستجابة المناعية التي تقوم بها الخلايا الليمفاوية التائية بواسطة المستقبلات الموجودة على أغشيتها التي تكسبها الإستجابة النوعية للأنتيجينات



حيث تنتج كل خلية تائية أثناء عملية النضج نوعا من المستقبلات الخاصة بغشائها و بذلك فإن كل نوع من هذه المستقبلات يمكنه الارتباط بنوع واحد من الأنتيجينات .

و يمكن تلخيص هذه الآلية كما يلي :



عند دخول الكائن الممرض (البكتيريا أو الفيروسات) إلى الجسم فإن الخلايا البلعمية الكبيرة تقوم بابتلاعه ثم تفككه إلى أجزاء صغيرة ثم ترتبط هذه الأجزاء داخل الخلايا البلعمية الكبيرة ببروتين التوافق النسيجي.

بعد ذلك ينتقل المركب الناتج من ارتباط الأنتيجين مع بروتين التوافق النسيجي إلى سطح الغشاء البلازمي للخلايا البلعمية الكبيرة أي يتم عرضه على سطحها الخارجي .

ترتبط الخلايا التائية المساعدة و التي تتميز بوجود المستقبل CD4 على غشائها بالمركب الناتج من ارتباط الأنتيجين مع بروتين التوافق النسيجي

الذي يظهر على سطح الخلايا البلعمية الكبيرة عندما تتقابل بمستقبلها CD4 مع هذا المركب

ثم تقوم الخلايا التائية المساعدة المنشطة بإطلاق المواد البروتينية التي تدعى الإنترلوكينات

لتقوم بتنشيط الخلايا التائية المساعدة التي ارتبطت بها كي تنقسم لتكون سلالة من الخلايا التائية المساعدة المنشطة

و خلايا ذاكرة تبقى لمدة طويلة في الدم لتتعرف على نوع الأنتيجين السابق إذا دخل ثانية للجسم .

كما تقوم الخلايا التائية المساعدة المنشطة بإفراز عدة أنواع من بروتينات السيتوكينات التي تعمل على :

جذب الخلايا البلعمية الكبيرة إلى مكان الإصابة بأعداد غفيرة .

و تنشيط الخلايا البلعمية الكبيرة والأنواع الأخرى من الخلايا الليمفاوية التائية القاتلة أو السامة و كذلك الخلايا البائية و بالتالي يتم تنشيط آليتي المناعة الخلوية والخلطية .

و تنشيط الخلايا القاتلة الطبيعية لمهاجمة خلايا الجسم غير الطبيعية كالخلايا السرطانية أو الخلايا المصابة بالكائنات الممرضة.



تتعرف الخلايا التائية القاتلة أو السامة بواسطة المستقبل CD8 الموجود على سطحها على الأجسام الغريبة سواء كانت أنسجة مزروعة في الجسم

أو أنتيجينات الميكروبات التي تدخل الجسم أو الخلايا السرطانية و تقضي عليها

فعندما ترتبط هذه الخلايا بالأنتيجين فإنها تقوم بتثقيب غشاء ذلك الجسم الغريب للميكروب أو الخلايا السرطانية مثلا بواسطة إفراز بروتين معين يسمى البيرفورين أو البروتين صانع الثقوب

و إفراز سموم ليمفاوية تنشط جينات معينة فى نواة الخلايا المصابة مما يؤدي إلى تفتيت نواة الخلية و موتها .

تثبيط الاستجابة المناعية :



بعد أن يتم القضاء على الأنتيجينات الغريبة ترتبط الخلايا التائية المثبطة بواسطة المستقبل CD8 الموجود على سطحها مع الخلايا البلازمية والخلايا التائية المساعدة و السامة

فيحفزها هذا الارتباط على إفراز بروتينات الليمفوكينات التي تثبط أو تكبح الاستجابة المناعية أو تعطلها

و بذلك تتوقف الخلايا البائية البلازمية عن إنتاج الأجسام المضادة

و كذلك موت الكثير من الخلايا التائية المساعدة و السامة المنشطة

و لكن بعضها يختزن في الأعضاء الليمفاوية حيث تبقى هناك مهيأة لمكافحة أى عدوى مماثلة عند الحاجة .

مراحل المناعة المكتسبة :

عندما يصاب فرد ما بمرض معين مثل الحصبة فإنه لا يصاب به مرة ثانية طوال حياته.

هل تعرف لماذا ؟

لإنه قد اكتسب مناعة لهذا المرض

و هي تحدث على مرحلتين



المرحلة الأولى : الاستجابة المناعية الأولية:

عندما يلاقي الجهاز المناعي كائنا ممرضا جديدا فإن الخلايا البائية و التائية تستجيب لأنتيجينات ذلك الكائن الممرض و تقوم بمهاجمته حتى تقضي عليه

و هذا يستغرق وقتا

فهذه الخلايا الليمفاوية في حاجة إلى الوقت كي تتضاعف و لذلك فإن الاستجابة الأولية تستغرق ما بين خمسة إلى عشرة أيام كي تصل إلى أقصى إنتاجية من الخلايا البائية و التائية

أثناء هذا الوقت يمكن أن تصبح العدوى واسعة الانتشار و تظهر أعراض المرض .

المرحلة الثانية : الاستجابة المناعية الثانوية :

إذا ما أصيب ذلك الفرد مرة ثانية بنفس ذلك الكائن الممرض فإن الاستجابة المناعية تكون سريعة جدا

إلى الدرجة التي غالبا ما يتم فيها تدمير الكائن الممرض قبل أن تظهر أعراض المرض .

و تعرف الخلايا المسئولة عن الاستجابة المناعية الثانوية بخلايا الذاكرة فهي تختزن معلومات عن الأنتيجينات التي حاربها الجهاز المناعي في الماضي .

يحتوي جسمك على كل من خلايا الذاكرة البائية و خلايا الذاكرة التائية

و كلا النوعين من خلايا الذاكرة يتكون أثناء الاستجابة المناعية الأولية

ففي حين أن الخلايا البائية و الخلايا التائية لا تعيش إلا أياما معدودة فإن خلايا الذاكرة تعيش عشرات السنين أو قد يمتد بها الأجل طول العمر.

أثناء المجابهة الثانية مع نفس الكائن الممرض تستجيب خلايا الذاكرة لذلك الكائن الممرض فور دخوله إلى الجسم

فتبدأ في الانقسام سريعا و ينجم عن نشاطها السريع إنتاج العديد من الأجسام المضادة و العديد من الخلايا التائية النشطة خلال وقت قصير .

 اشترك في قناتنا على اليوتيوب 

الجهاز المناعي في الإنسان

الجهاز المناعي في الإنسان



هو جهاز متناثر الأجزاء أي لا ترتبط أجزاؤه ببعضها البعض بصورة تشريحية متتالية كما في الجهاز الهضمي أو التنفسي أو الدوري

فهو يتكون من أجزاء متفرقة في أنحاء الجسم و لكنها تتفاعل و تتعاون مع بعضها البعض بصورة متناسقة

و بهذا يعتبر من الناحية الوظيفية وحدة واحدة .

و يطلق على بعض أعضاء الجهاز المناعي الأعضاء الليمفاوية لأنها تعد موطنا للخلايا الليمفاوية و هي المكونات الرئيسة للجهاز الليمفاوي

و الذي يتكون من :-

أولا : الأعضاء الليمفاوية



هذه الأعضاء تحتوي أعدادا غفيرة من الخلايا الليمفاوية و فيها يتم نضج و تمايز الخلايا الليمفاوية .

و من هذه الأعضاء:

نخاع العظام :



هو نسيج يوجد داخل العظام المسطحة مثل الترقوة و القص و الجمجمة و العمود الفقري و الضلوع و الكتف و الحوض

و يوجد أيضا داخل رؤوس العظام الطويلة مثل عظام الفخذ و الساق و العضد

و هو المسؤول عن إنتاج خلايا الدم الحمراء و البيضاء و صفائح الدم .

الغدة التيموسية :



تقع على القصبة الهوائية أعلى القلب و خلف عظمة القص

و تفرز هرمون التيموسين الذي يحفز نضج الخلايا الليمفاوية الجذعية إلى الخلايا التائية و تمايزها إلى أنواعها المختلفة داخل الغدة التيموسية.

الطحال:



عبارة عن عضو ليمفاوي صغير لا يزيد حجمه عن قبضة اليد و لونه أحمر قاتم

يقع في الجانب العلوي الأيسر من تجويف البطن .

و يلعب دورا مهما في مناعة الجسم حيث يحتوي على الكثير من خلايا الدم البيضاء التي تسمى الخلايا البلعمية الكبيرة

و تقوم بالتقاط كل ما هو غريب عن الجسم سواء كانت ميكروبات أو أجساما غريبة أو خلايا جسدية هرمة ( مسنة ) ككريات الدم الحمراء المسنة

و يفتتها إلى مكوناتها الأولية ليتخلص منها الجسم كما أنه يحتوي على خلايا دم بيضاء أخرى تسمى الخلايا الليمفاوية .

اللوزتان :



هما غدتان ليمفاويتان تقعان على جانبي الجزء الخلفي من الفم .

تلتقط اللوزتان أي ميكروب أو جسم غريب يدخل مع الطعام أو الهواء و تمنع دخوله إلى الجسم و بذلك تعمل على حماية الجسم .

بقع باير :



عبارة عن عقد صغيرة من الخلايا الليمفاوية التي تتجمع على شكل لطع أو بقع تنتشر في الغشاء المخاطي المبطن للجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة

و وظيفتها الكاملة غير معروفة

لكنها تلعب دورا في الاستجابة المناعية ضد الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض التي تدخل الأمعاء .

العقد الليمفاوية :



تقوم بتنقية الليمف من أي مواد ضارة أو ميكروبات

و تختزن خلايا الدم البيضاء ( الخلايا الليمفاوية ) التى تساعد في محاربة أي مرض أو عدوى .

و تتواجد العقد الليمفاوية على طول شبكة الأوعية الليمفاوية الموجودة في جميع أجزاء الجسم ( تحت الإبطين و على جانبي العنق و في أعلى الفخذ و بالقرب من أعضاء الجسم الداخلية و غيرها).

و يتراوح حجمها بين رأس الدبوس و بذرة الفول الصغيرة

و تنقسم العقدة من الداخل إلى جيوب تمتلئ بالخلايا الليمفاوية البائية و الخلايا الليمفاوية التائية و الخلايا البلعمية الكبيرة

و بعض أنواع خلايا الدم البيضاء الأخرى التي تخلص الليمف مما به من جراثيم و حطام الخلايا .

يتصل بكل عقدة ليمفاوية عدة أوعية ليمفاوية تنقل الليمف إليها من الأنسجة لترشحه و تخلصه مما يعلق به من مسببات الأمراض الغريبة عن الجسم .

ثانيا : الخلايا الليمفاوية (غير المحببة) :






تشكل حوالي 20 إلى 30 % من خلايا الدم البيضاء بالدم و تتكون جميع الخلايا الليمفاوية فى نخاع العظام الأحمر

و لا تكون لها فى البداية أية قدرة مناعية

غير أنها تمر في عملية نضوج و تمايز في الأعضاء الليمفاوية لتتحول بعدها إلى خلايا ذات قدرة مناعية .

و هي تدور في الدم باحثة عن أي ميكروب أو جسم غريب

فتشغل آلياتها الدفاعية والمناعية لتخلص الجسم من شرور الميكروبات الممرضة التي تحاول غزو الجسم و التكاثر و الانتشار فيه و تخريب أنسجته و تعطيل وظائفه الحيوية الفسيولوجية .

و يوجد ثلاثة أنواع من الخلايا الليمفاوية في الدم هي :

الخلايا البائية:

تشكل حوالي 10 إلى 15 % من الخلايا الليمفاوية

و يتم تصنيعها في نخاع العظام

و تستكمل نموها فيه لتصبح ناضجة

و وظيفتها هي التعرف على أي ميكروبات أو مواد غريبة عن الجسم مثل البكتيريا أو الفيروس فتقوم بملاصقة هذا الجسم الغريب و تنتج أجساما مضادة له لتقوم بتدميره

الخلايا التائية :

تشكل حوالي 80 % من الخلايا الليمفاوية و تنضج في الغدة التيموسية

حيث تتمايز إلى عدة أنواع هي:

الخلايا التائية المساعدة:

تنشط الأنواع الأخرى من الخلايا التائية و تحفزها للقيام باستجاباتها و كذلك تحفز الخلايا البائية لإنتاج الأجسام المضادة .

الخلايا التائية السامة ( أو القاتلة)  :

تهاجم الخلايا الغريبة حيث تهاجم الخلايا السرطانية و الأعضاء المزروعة و خلايا الجسم المصابة بالفيروس .

الخلايا التائية المثبطة أو الكابحة :

تنظم درجة الاستجابة المناعية للحد المطلوب و تثبط أو تكبح عمل الخلايا التائية والبائية بعد القضاء على الكائن الممرض .

الخلايا القاتلة الطبيعية :

تشكل ٥ - ١٠ % من الخلايا الليمفاوية بالدم

و يتم إنتاجها و نضجها في نخاع العظام

و هذه الخلايا لها القدرة على مهاجمة خلايا الجسم المصابة بالفيروس و الخلايا السرطانية و تقضي عليها من خلال إنزيمات تفرزها هذه الخلايا القاتلة .

ثالثا : خلايا الدم البيضاء الأخرى ( المحببة)  :



هي الخلايا القاعدية و الخلايا الحامضية و الخلايا المتعادلة

و يتم التمييز بينها من حجمها و شكل النواة و لون الحبيبات الظاهرة بداخلها تحت المجهر

و هذه الحبيبات تقوم بدور رئيس في تفتيت خلايا الكائنات الممرضة المهاجمة للجسم

و بإمكانها بلعمة أي ابتلاع و هضم الكائنات الممرضة

و لذلك فهي تكافح العدوى خصوصا العدوى البكتيرية و الإلتهابات

و تبقى بالدورة الدموية لفترة قصيرة نسبيا تتراوح بين عدة ساعات إلى عدة أيام .

هذا بالإضافة إلى الخلايا وحيدة النواة



التي تدمر الأجسام الغريبة و تتحول إلى خلايا بلعمية عند الحاجة و التي بدورها تلتهم الكائنات الغريبة .

رابعا : الخلايا البلعمية الكبيرة و منها نوعان :



الخلايا البلعمية الكبيرة الثابتة :

تسمى بأسماء مختلفة حسب النسيج الموجودة فيه

و هي تتواجد في معظم أنسجة الجسم متأهبة لكل جسم غريب يتواجد بالقرب منها .

الخلايا البلعمية الكبيرة الدوارة أو الجوالة :

هي الخلايا التي تحمل المعلومات التي تم جمعها عن الميكروبات و الأجسام الغريبة لتقدمها للخلايا المناعية المتخصصة الموجودة في الغدد الليمفاوية المنتشرة في الجسم

و هذه الخلايا المناعية المتخصصة تلعب أدوارها الدفاعية و المناعية بعد الحصول على معلومات وافية عن الأجسام الغريبة و الميكروبات الداخلة إلى الجسم

فتجهز لها ما يناسبها من وسائل دفاعية مثل الأجسام المضادة و تخصيص نوع الخلايا القاتلة الذي سيتعامل معها .

خامسا المواد الكيميائية المساعدة :



تتعاون و تساعد الآليات المتخصصة للجهاز المناعي

و هي كثيرة نذكر منها ما يلي :

الكيموكينات

هي عوامل جذب الخلايا المناعية البلعمية المتحركة مع الدم بأعداد كبيرة نحو موقع تواجد الميكروبات أو الأجسام الغريبة

لتحد من تكاثر و انتشار الميكروب المسبب للمرض .

الإنترليوكينات

تعمل كأداة اتصال أو ربط بين خلايا الجهاز المناعي المختلفة

و من جهة أخرى بين الجهاز المناعي و خلايا الجسم الأخرى

بالإضافة إلى مساعدة الجهاز المناعي في أداء وظيفته الدفاعية .

سلسلة المتممات أو المكملات

هى مجموعة متنوعة من البروتينات و الإنزيمات

تقوم بتدمير الميكروبات الموجودة بالدم بعد ارتباط الأجسام المضادة بها

عن طريق تحليل الأنتيجينات الموجودة على سطحها و إذابة محتوياتها لجعلها في متناول خلايا الدم البيضاء كي تلتهمها وتقضي عليها .

الإنترفيرونات

عبارة عن عدة أنواع من البروتينات تنتجها خلايا الأنسجة المصابة بالفيروسات و هي غير متخصصة بفيروس معين

ترتبط الإنترفيرونات بالخلايا الحية المجاورة للخلايا المصابة والتي لم تصب بالفيروس بعد

و تحثها على إنتاج نوع من الإنزيمات تثبط عمل إنزيمات نسخ الحمض النووي بالفيروس

و بهذا يمنع الفيروس من التكاثر والانتشار في الجسم .

سادسا: الأجسام المضادة :



يوجد على سطح البكتيريا التي تغزو الأنسجة مركبات تسمى ( مولدات الضد أو المستضدات أو الأنتيجينات)

فتقوم الخلايا المناعية البائية بالتعرف على هذه الأجسام والمكونات الغريبة عن الجسم (الأنتيجينات) عن طريق ارتباط المركبات الموجودة على سطحها و التي يطلق عليها المستقبلات بتلك الأنتيجينات

ثم تقوم بإنتاج مواد بروتينية يطلق عليها الأجسام المضادة ( أو الجلوبيولينات المناعية)

و هي مصممة لتضاد هذه الأجسام الغريبة عن الجسم

حيث تقوم هذه الأجسام المضادة و جزيئات المتممات بالالتصاق بالبكتيريا لتجعلها في متناول خلايا الدم البيضاء الأخرى كي تلتهمها وتقضي عليها .

و يوجد منها خمسة أنواع هي :



G و A و M و D و E

و الخلايا الليمفاوية البائية عندما تصادف الأنتيجينات لأول مرة تقوم بالانقسام المتكرر لتكوين مجموعات

كل مجموعة منها تتخصص لإنتاج نوع واحد من الأجسام المضادة تتخصص لتضاد نوعا واحدا من الأنتيجينات

و بذلك تهاجم الخلايا البائية الأنتيجين مولد الضد ( أو المستضد ) على سطح الكائنات الحية الدقيقة والجزيئات الأخرى الغريبة عن الجسم

و ذلك عن طريق إنتاج الأجسام المضادة التي تدور مع مجرى الدم والليمف .

شكل وتركيب الأجسام المضادة:



الأجسام المضادة عبارة عن جلوبيولينات مناعية تظهر على شكل حرف Y

و توجد بالدم والليمف في الحيوانات الفقارية و الإنسان

و يتم إنتاجها بواسطة الخلايا البائية البلازمية .



يتكون الجسم المضاد من زوجين من السلاسل البروتينية أي أربع سلاسل

اثنتان منهما طويلتان و تسمى الواحدة منها بالسلسلة الثقيلة

والاثنتان الأخرتان قصيرتان وتسمى الواحدة منها بالسلسلة الخفيفة

و ترتبط السلاسل ببعضها عبر روابط كبريتيدية ثنائية

و لكل جسم مضاد موقعين متماثلين لارتباط الأنتيجين و يختلف شكل هذه المواقع من جسم مضاد لآخر .

و تساعد هذه المواقع على حدوث الارتباط المحدد بين الأنتيجين و الجسم المضاد الملائم له بطريقة تشبه القفل و المفتاح .

و يؤدي هذا الارتباط إلى تكوين مركب معقد من الأنتيجين و الجسم المضاد

و يعرف موقع ارتباط الأنتيجين على الجسم المضاد بالجزء المتغير لأن شكله يتغير من جسم مضاد لآخر

أما الجزء المتبقي من الجسم المضاد فيعرف بالجزء الثابت حيث أنه ثابت الشكل و التركيب في جميع أنواع الأجسام المضادة .

و يتحدد تخصص كل جسم مضاد من خلال تشكيل الأحماض الأمينية المكونة للسلسلة الببتيدية ( أي تتابع الأحماض الأمينية و أنواعها و شكلها الفراغي و غير ذلك)

و ذلك في الجزء التركيبي المسئول عن الارتباط بين الأنتيجين و الجسم المضاد عند مواقع محددة في ذلك الجزء المتغير و الذي يتطابق مع الأنتيجين كصورة مرآة .

طرق عمل الأجسام المضادة :



الأجسام المضادة ثنائية الارتباط أما الأنتيجينات فلها مواقع ارتباط متعددة

مما يجعل الارتباط بين الأجسام المضادة و الأنتيجينات أمرا مؤكدا .

و تقوم الأجسام المضادة بإيقاف عمل الأنتيجينات بإحدى الطرق التالية :

التحييد :



إن أهم وظيفة تقوم بها الأجسام المضادة في مقاومة الفيروسات هي تحييد الفيروسات وإيقاف نشاطها .

و يتم ذلك بأن تقوم الأجسام المضادة بالارتباط بالأغلفة الخارجية للفيروسات

و بذا تمنعها من الالتصاق بأغشية الخلايا والانتشار أو النفاذ إلى داخلها .

و إن حدث و اخترق الفيروس غشاء الخلية

فإن الأجسام المضادة تمنع الحمض النووي من الخروج و التناسخ ببقائها الغلاف مغلقا .

التلازن ( أو الإلصاق)  :



بعض الأجسام المضادة مثل الجسم المضاد M تحتوي العديد من مواقع الارتباط مع الأنتيجينات و بالتالي يرتبط الجسم المضاد الواحد منها بأكثر من ميكروب

مما يؤدي إلى تجمع الميكروبات على نفس الجسم المضاد

مما يجعلها أكثر ضعفا وعرضة لالتهامها بالخلايا البلعمية

الترسيب :



و يحدث عادة في الأنتيجينات الذائبة .

حيث يؤدي ارتباط الأجسام المضادة مع هذه الأنتيجينات إلى تكوين مركبات من الأنتيجين والجسم المضاد غير ذائبة

و تكون هذه المركبات راسبا و بذا يسهل على الخلايا البلعمية التهام هذا الراسب .

التحلل :



ينشط اتحاد الأجسام المضادة مع الأنتيجينات بروتينات و إنزيمات خاصة هي المتممات

فتقوم بتحليل أغلفة الأنتيجينات و إذابة محتوياتها فيسهل التخلص منها بواسطة الخلايا البلعمية .

إبطال مفعول السموم :



تقوم الأجسام المضادة بالارتباط بالسموم وتكوين مركبات من الأجسام المضادة و السموم .

هذه المركبات تنشط المتممات فتتفاعل معها تفاعلا متسلسلا يؤدي إلى إبطال مفعولها

كما يساعد على التهامها من قبل الخلايا البلعمية.

 اشترك في قناتنا على البوتيوب 

إزاي أحصل على ملف بي دي إف لأي باب من أبواب منهج الأحياء للثانوية العامة أو لأسئلته ؟

  إزاي أحصل على ملف بي دي إف لأي باب من أبواب منهج الأحياء للثانوية العامة أو لأسئلته ؟ حدد الباب المطلوب ادفع على فودافون كاش كما هو موضح ب...