الجهاز المناعي في الإنسان
هو
جهاز متناثر الأجزاء أي لا ترتبط أجزاؤه ببعضها البعض بصورة تشريحية متتالية كما
في الجهاز الهضمي أو التنفسي أو الدوري
فهو
يتكون من أجزاء متفرقة في أنحاء الجسم و لكنها تتفاعل و تتعاون مع بعضها البعض
بصورة متناسقة
و
بهذا يعتبر من الناحية الوظيفية وحدة واحدة .
و
يطلق على بعض أعضاء الجهاز المناعي الأعضاء الليمفاوية لأنها تعد موطنا للخلايا
الليمفاوية و هي المكونات الرئيسة للجهاز الليمفاوي
و
الذي يتكون من :-
أولا : الأعضاء الليمفاوية
هذه
الأعضاء تحتوي أعدادا غفيرة من الخلايا الليمفاوية و فيها يتم نضج و تمايز الخلايا
الليمفاوية .
و من
هذه الأعضاء:
نخاع
العظام :
هو
نسيج يوجد داخل العظام المسطحة مثل الترقوة و القص و الجمجمة و العمود الفقري و
الضلوع و الكتف و الحوض
و
يوجد أيضا داخل رؤوس العظام الطويلة مثل عظام الفخذ و الساق و العضد
و هو
المسؤول عن إنتاج خلايا الدم الحمراء و البيضاء و صفائح الدم .
الغدة
التيموسية :
تقع
على القصبة الهوائية أعلى القلب و خلف عظمة القص
و
تفرز هرمون التيموسين الذي يحفز نضج الخلايا الليمفاوية الجذعية إلى الخلايا
التائية و تمايزها إلى أنواعها المختلفة داخل الغدة التيموسية.
الطحال:
عبارة
عن عضو ليمفاوي صغير لا يزيد حجمه عن قبضة اليد و لونه أحمر قاتم
يقع
في الجانب العلوي الأيسر من تجويف البطن .
و
يلعب دورا مهما في مناعة الجسم حيث يحتوي على الكثير من خلايا الدم البيضاء التي
تسمى الخلايا البلعمية الكبيرة
و
تقوم بالتقاط كل ما هو غريب عن الجسم سواء كانت ميكروبات أو أجساما غريبة أو خلايا
جسدية هرمة ( مسنة ) ككريات الدم الحمراء المسنة
و
يفتتها إلى مكوناتها الأولية ليتخلص منها الجسم كما أنه يحتوي على خلايا دم بيضاء
أخرى تسمى الخلايا الليمفاوية .
اللوزتان :
هما
غدتان ليمفاويتان تقعان على جانبي الجزء الخلفي من الفم .
تلتقط
اللوزتان أي ميكروب أو جسم غريب يدخل مع الطعام أو الهواء و تمنع دخوله إلى الجسم و
بذلك تعمل على حماية الجسم .
بقع
باير :
عبارة
عن عقد صغيرة من الخلايا الليمفاوية التي تتجمع على شكل لطع أو بقع تنتشر في
الغشاء المخاطي المبطن للجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة
و
وظيفتها الكاملة غير معروفة
لكنها
تلعب دورا في الاستجابة المناعية ضد الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض التي
تدخل الأمعاء .
العقد
الليمفاوية :
تقوم
بتنقية الليمف من أي مواد ضارة أو ميكروبات
و
تختزن خلايا الدم البيضاء ( الخلايا الليمفاوية ) التى تساعد في محاربة أي مرض أو
عدوى .
و
تتواجد العقد الليمفاوية على طول شبكة الأوعية الليمفاوية الموجودة في جميع أجزاء
الجسم ( تحت الإبطين و على جانبي العنق و في أعلى الفخذ و بالقرب من أعضاء الجسم
الداخلية و غيرها).
و
يتراوح حجمها بين رأس الدبوس و بذرة الفول الصغيرة
و
تنقسم العقدة من الداخل إلى جيوب تمتلئ بالخلايا الليمفاوية البائية و الخلايا
الليمفاوية التائية و الخلايا البلعمية الكبيرة
و
بعض أنواع خلايا الدم البيضاء الأخرى التي تخلص الليمف مما به من جراثيم و حطام
الخلايا .
يتصل
بكل عقدة ليمفاوية عدة أوعية ليمفاوية تنقل الليمف إليها من الأنسجة لترشحه و
تخلصه مما يعلق به من مسببات الأمراض الغريبة عن الجسم .
ثانيا
: الخلايا الليمفاوية (غير المحببة) :
تشكل
حوالي 20 إلى 30 % من خلايا الدم البيضاء بالدم و تتكون جميع الخلايا الليمفاوية
فى نخاع العظام الأحمر
و لا
تكون لها فى البداية أية قدرة مناعية
غير
أنها تمر في عملية نضوج و تمايز في الأعضاء الليمفاوية لتتحول بعدها إلى خلايا ذات
قدرة مناعية .
و هي
تدور في الدم باحثة عن أي ميكروب أو جسم غريب
فتشغل
آلياتها الدفاعية والمناعية لتخلص الجسم من شرور الميكروبات الممرضة التي تحاول
غزو الجسم و التكاثر و الانتشار فيه و تخريب أنسجته و تعطيل وظائفه الحيوية
الفسيولوجية .
و
يوجد ثلاثة أنواع من الخلايا الليمفاوية في الدم هي :
الخلايا
البائية:
تشكل
حوالي 10 إلى 15 % من الخلايا الليمفاوية
و
يتم تصنيعها في نخاع العظام
و
تستكمل نموها فيه لتصبح ناضجة
و وظيفتها
هي التعرف على أي ميكروبات أو مواد غريبة عن الجسم مثل البكتيريا أو الفيروس فتقوم
بملاصقة هذا الجسم الغريب و تنتج أجساما مضادة له لتقوم بتدميره
الخلايا
التائية :
تشكل
حوالي 80 % من الخلايا الليمفاوية و تنضج في الغدة التيموسية
حيث
تتمايز إلى عدة أنواع هي:
الخلايا
التائية المساعدة:
تنشط
الأنواع الأخرى من الخلايا التائية و تحفزها للقيام باستجاباتها و كذلك تحفز
الخلايا البائية لإنتاج الأجسام المضادة .
الخلايا
التائية السامة ( أو القاتلة) :
تهاجم
الخلايا الغريبة حيث تهاجم الخلايا السرطانية و الأعضاء المزروعة و خلايا الجسم
المصابة بالفيروس
.
الخلايا
التائية المثبطة أو الكابحة :
تنظم
درجة الاستجابة المناعية للحد المطلوب و تثبط أو تكبح عمل الخلايا التائية
والبائية بعد القضاء على الكائن الممرض .
الخلايا
القاتلة الطبيعية
:
تشكل
٥ - ١٠ % من الخلايا الليمفاوية بالدم
و
يتم إنتاجها و نضجها في نخاع العظام
و
هذه الخلايا لها القدرة على مهاجمة خلايا الجسم المصابة بالفيروس و الخلايا
السرطانية و تقضي عليها من خلال إنزيمات تفرزها هذه الخلايا القاتلة .
ثالثا
: خلايا الدم البيضاء الأخرى ( المحببة) :
هي
الخلايا القاعدية و الخلايا الحامضية و الخلايا المتعادلة
و
يتم التمييز بينها من حجمها و شكل النواة و لون الحبيبات الظاهرة بداخلها تحت
المجهر
و
هذه الحبيبات تقوم بدور رئيس في تفتيت خلايا الكائنات الممرضة المهاجمة للجسم
و
بإمكانها بلعمة أي ابتلاع و هضم الكائنات الممرضة
و
لذلك فهي تكافح العدوى خصوصا العدوى البكتيرية و الإلتهابات
و
تبقى بالدورة الدموية لفترة قصيرة نسبيا تتراوح بين عدة ساعات إلى عدة أيام .
هذا
بالإضافة إلى الخلايا وحيدة النواة
التي
تدمر الأجسام الغريبة و تتحول إلى خلايا بلعمية عند الحاجة و التي بدورها تلتهم
الكائنات الغريبة
.
رابعا : الخلايا البلعمية الكبيرة و منها نوعان :
الخلايا
البلعمية الكبيرة الثابتة :
تسمى
بأسماء مختلفة حسب النسيج الموجودة فيه
و هي
تتواجد في معظم أنسجة الجسم متأهبة لكل جسم غريب يتواجد بالقرب منها .
الخلايا
البلعمية الكبيرة الدوارة أو الجوالة :
هي
الخلايا التي تحمل المعلومات التي تم جمعها عن الميكروبات و الأجسام الغريبة
لتقدمها للخلايا المناعية المتخصصة الموجودة في الغدد الليمفاوية المنتشرة في
الجسم
و
هذه الخلايا المناعية المتخصصة تلعب أدوارها الدفاعية و المناعية بعد الحصول على
معلومات وافية عن الأجسام الغريبة و الميكروبات الداخلة إلى الجسم
فتجهز
لها ما يناسبها من وسائل دفاعية مثل الأجسام المضادة و تخصيص نوع الخلايا القاتلة
الذي سيتعامل معها
.
خامسا
المواد الكيميائية المساعدة :
تتعاون
و تساعد الآليات المتخصصة للجهاز المناعي
و هي
كثيرة نذكر منها ما يلي
:
الكيموكينات
هي
عوامل جذب الخلايا المناعية البلعمية المتحركة مع الدم بأعداد كبيرة نحو موقع
تواجد الميكروبات أو الأجسام الغريبة
لتحد
من تكاثر و انتشار الميكروب المسبب للمرض .
الإنترليوكينات
تعمل
كأداة اتصال أو ربط بين خلايا الجهاز المناعي المختلفة
و من
جهة أخرى بين الجهاز المناعي و خلايا الجسم الأخرى
بالإضافة
إلى مساعدة الجهاز المناعي في أداء وظيفته الدفاعية .
سلسلة المتممات أو المكملات
هى
مجموعة متنوعة من البروتينات و الإنزيمات
تقوم
بتدمير الميكروبات الموجودة بالدم بعد ارتباط الأجسام المضادة بها
عن
طريق تحليل الأنتيجينات الموجودة على سطحها و إذابة محتوياتها لجعلها في متناول
خلايا الدم البيضاء كي تلتهمها وتقضي عليها .
الإنترفيرونات
عبارة
عن عدة أنواع من البروتينات تنتجها خلايا الأنسجة المصابة بالفيروسات و هي غير
متخصصة بفيروس معين
ترتبط
الإنترفيرونات بالخلايا الحية المجاورة للخلايا المصابة والتي لم تصب بالفيروس بعد
و
تحثها على إنتاج نوع من الإنزيمات تثبط عمل إنزيمات نسخ الحمض النووي بالفيروس
و
بهذا يمنع الفيروس من التكاثر والانتشار في الجسم .
سادسا:
الأجسام المضادة
:
يوجد على سطح البكتيريا التي تغزو الأنسجة مركبات تسمى ( مولدات الضد أو المستضدات أو الأنتيجينات)
فتقوم
الخلايا المناعية البائية بالتعرف على هذه الأجسام والمكونات الغريبة عن الجسم
(الأنتيجينات) عن طريق ارتباط المركبات الموجودة على سطحها و التي يطلق عليها
المستقبلات بتلك الأنتيجينات
ثم تقوم بإنتاج مواد بروتينية يطلق عليها الأجسام المضادة ( أو الجلوبيولينات المناعية)
و هي
مصممة لتضاد هذه الأجسام الغريبة عن الجسم
حيث
تقوم هذه الأجسام المضادة و جزيئات المتممات بالالتصاق بالبكتيريا لتجعلها في
متناول خلايا الدم البيضاء الأخرى كي تلتهمها وتقضي عليها .
و يوجد
منها خمسة أنواع هي
:
G و A و M و D و E
و
الخلايا الليمفاوية البائية عندما تصادف الأنتيجينات لأول مرة تقوم بالانقسام
المتكرر لتكوين مجموعات
كل
مجموعة منها تتخصص لإنتاج نوع واحد من الأجسام المضادة تتخصص لتضاد نوعا واحدا من
الأنتيجينات
و
بذلك تهاجم الخلايا البائية الأنتيجين مولد الضد ( أو المستضد ) على سطح الكائنات
الحية الدقيقة والجزيئات الأخرى الغريبة عن الجسم
و
ذلك عن طريق إنتاج الأجسام المضادة التي تدور مع مجرى الدم والليمف .
شكل
وتركيب الأجسام المضادة:
الأجسام
المضادة عبارة عن جلوبيولينات مناعية تظهر على شكل حرف Y
و
توجد بالدم والليمف في الحيوانات الفقارية و الإنسان
و
يتم إنتاجها بواسطة الخلايا البائية البلازمية .
يتكون
الجسم المضاد من زوجين من السلاسل البروتينية أي أربع سلاسل
اثنتان
منهما طويلتان و تسمى الواحدة منها بالسلسلة الثقيلة
والاثنتان
الأخرتان قصيرتان وتسمى الواحدة منها بالسلسلة الخفيفة
و
ترتبط السلاسل ببعضها عبر روابط كبريتيدية ثنائية
و
لكل جسم مضاد موقعين متماثلين لارتباط الأنتيجين و يختلف شكل هذه المواقع من جسم
مضاد لآخر .
و
تساعد هذه المواقع على حدوث الارتباط المحدد بين الأنتيجين و الجسم المضاد الملائم
له بطريقة تشبه القفل و المفتاح .
و
يؤدي هذا الارتباط إلى تكوين مركب معقد من الأنتيجين و الجسم المضاد
و
يعرف موقع ارتباط الأنتيجين على الجسم المضاد بالجزء المتغير لأن شكله يتغير من
جسم مضاد لآخر
أما
الجزء المتبقي من الجسم المضاد فيعرف بالجزء الثابت حيث أنه ثابت الشكل و التركيب
في جميع أنواع الأجسام المضادة .
و يتحدد تخصص كل جسم مضاد من خلال تشكيل الأحماض الأمينية المكونة للسلسلة الببتيدية ( أي تتابع الأحماض الأمينية و أنواعها و شكلها الفراغي و غير ذلك)
و
ذلك في الجزء التركيبي المسئول عن الارتباط بين الأنتيجين و الجسم المضاد عند
مواقع محددة في ذلك الجزء المتغير و الذي يتطابق مع الأنتيجين كصورة مرآة .
طرق
عمل الأجسام المضادة
:
الأجسام
المضادة ثنائية الارتباط أما الأنتيجينات فلها مواقع ارتباط متعددة
مما
يجعل الارتباط بين الأجسام المضادة و الأنتيجينات أمرا مؤكدا .
و تقوم
الأجسام المضادة بإيقاف عمل الأنتيجينات بإحدى الطرق التالية :
التحييد :
إن
أهم وظيفة تقوم بها الأجسام المضادة في مقاومة الفيروسات هي تحييد الفيروسات
وإيقاف نشاطها .
و
يتم ذلك بأن تقوم الأجسام المضادة بالارتباط بالأغلفة الخارجية للفيروسات
و
بذا تمنعها من الالتصاق بأغشية الخلايا والانتشار أو النفاذ إلى داخلها .
و إن
حدث و اخترق الفيروس غشاء الخلية
فإن
الأجسام المضادة تمنع الحمض النووي من الخروج و التناسخ ببقائها الغلاف مغلقا .
التلازن
( أو الإلصاق) :
بعض
الأجسام المضادة مثل الجسم المضاد M تحتوي العديد من مواقع الارتباط مع
الأنتيجينات و بالتالي يرتبط الجسم المضاد الواحد منها بأكثر من ميكروب
مما
يؤدي إلى تجمع الميكروبات على نفس الجسم المضاد
مما
يجعلها أكثر ضعفا وعرضة لالتهامها بالخلايا البلعمية
الترسيب :
و
يحدث عادة في الأنتيجينات الذائبة .
حيث
يؤدي ارتباط الأجسام المضادة مع هذه الأنتيجينات إلى تكوين مركبات من الأنتيجين
والجسم المضاد غير ذائبة
و
تكون هذه المركبات راسبا و بذا يسهل على الخلايا البلعمية التهام هذا الراسب .
التحلل :
ينشط
اتحاد الأجسام المضادة مع الأنتيجينات بروتينات و إنزيمات خاصة هي المتممات
فتقوم
بتحليل أغلفة الأنتيجينات و إذابة محتوياتها فيسهل التخلص منها بواسطة الخلايا
البلعمية .
إبطال
مفعول السموم :
تقوم
الأجسام المضادة بالارتباط بالسموم وتكوين مركبات من الأجسام المضادة و السموم .
هذه
المركبات تنشط المتممات فتتفاعل معها تفاعلا متسلسلا يؤدي إلى إبطال مفعولها
كما
يساعد على التهامها من قبل الخلايا البلعمية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق